الاثنين، 30 مايو 2016

فلسفة الشعر . سامي أبو عون ( أنموذجاً ) يوسف أبو علفة

يوسف أبو علفة 
إن الانكشاف الذي يظهر الكينونة في أفق الزمان كفعل للذات أمام وجودها , وهذا الأمام الذي يتخذ صورة الأشياء والموضوعات أو يكون حقيقتها في غير تعلقه بالعيان بقدر الماهية التي تتفتح علي الزمان ككلية وأصل والزمان الحقيقة أكثر منه الزمان التاريخي (الصيرورة) وقد أخدت بقوة العقل وافترضت الفعل ارتكاز علي الوعي الذي يؤسس وجوده في الإدراك الذي لا يتجاوز حد الضرورة أو إمكانه في الموضوعات الخارجية كلما تطورت الحاجة إلي استخدامها أكثر منه حقيقتها الماهوية القائمة في التحجب وقد كان سمة وعينا أكثر منه سمة الأشياء التي تتكشف للوعي الماهوي ,و في الزمن الذي يكون الوجود في تفتحه علي الكينونة وقد جاوزت حد الأنا في الآن , أو كان هذا الآن ماهية الوجود التي تخلق في الذات روحها المطلق الذي يتحقق مشروطا بالكينونة وإمكان الذات أكثر منه الضرورة التي تظهر الزمن الانطولوجي علي انه حقيقة التاريخ الذي لا يقيم الفعل استنادا علي انطولوجيا زمانيه للذات بمقدار فعلها متخذا تأسيس شبه نهائي لزمان الذات ووعيها الذي لا يبلغ التعالي ,الكلية , والانا الأصيل إلا مستحضرا حقيقة كينونة تنفتح علي وجودها مشروطاً بحقيقة الذات الكلية وقد احتوي وجودها في الآن كلية الذات والوجود الذي لا يأتي تمثلها له عبر الوعي الحسي الذي يكون معرفة تجريبية أو التأمل الذي يعد شرط الفلسفة ومدخلها , ولكن الكلية التي تأتي كإنفعال أو حدس أو تكون كالشئ الذي يخرج فينا ويتحقق في الخارج للمرة الأولي متخذا صورة الإبداع ومفهومه ولكن دونما أن يمكن لنا لنا كشفه أو تعلمه أو احتوائه ضمن المنهج والمعرفة أو غيرها من أشكال الوعي الحسي والمجرد, والذي يأتي و يبقي قائم في الحقيقة الذاتية التي تخلق وتولد كل هذا وتبدع الأصيل كانعكاس لحقيقة كينونة لا تتمثل وجودها في الوعي أو السيكولوجيا التي لا تتطور في انقطاعها عن الفلسفة واتجاها للعلم والتجريب, ولكن تمثل الذات وجودها كاحتواء لا تتجلي حقيقته , أو فكرة إقامة الخارج في الذات وداخلها إلا ضمن الموضوعات التي تخلقها الذات للمرة الأولي في الإبداع الذي يحدث في النفس حالة الخوف والتوتر والخروج علي قبلية الزمان والمكان كانقطاع أو تجاوز يقيم الآن الزمانية في الكينونة وهو يظهرها كحقيقة الذات و أصلها الذي يتكشف عبر الفن والمعرفة والعلم أو استحضار البداهة في الأشياء التي تخلقها الذات المبدعة وفي تقديمها تكون حقيقة ظهورنا لذواتنا مرة أخري أو انكشاف الذات لذاتها في الموضوعات والأشياء التي لم تكن ضمن واقع الحس أو وعينا ولكن ما أن ظهرت حتي تبين أنها كانت فيها ومن أصلها المحتجب في كثافة الذات ضمن حضورها وحاضرها , وهذا الذي يأتي للمرة الأولي متخذا صورة الحدس وكاشفاً أن اللغة والمفهوم والمنهج والتجربة أدوات من أجل إعادة إظهار الوجود والذات التي كانت ضمن هذا الوجود أو احتوته دونما أن تنفتح علي كينونة الوجود وقد تحجب الأزمنة التاريخية والوقائع والصور والأفكار الذهنية , هذا الذي يأتي كحدس وكثيرا ما يأتي كإنفعال وتوتر ويدفع بالذات إلي أقصي أشكال الإحساس بوجودها لا تسعفه أدوات الخلق والإبداع علي أن تستنفذ حالة الرؤية والفكرة أو(تعبير الكينونة) إذا ما جاز لنا القول علي أن تتحقق في الخارج وتصبح مادة تحتوي الكينونة في الإبداع وهو يتخذ صورة الكشف والإظهار ,حتي ولو كان خلق الذات وإظهارها الوجود للمرة الأولي وهو يتخذ صورة الموضوعات في التحقق وحقيقة الوجود في كليته للذات وإحساسها الذي ما أن يأتيها حدس وانفعال الخلق حتي تؤجله طريقة التحقق وتعيين الخلق (الإبداع)علي استمرار بقاء الذات في الكينونة ,وذلك لحظة تفكيرنا اللغة والفن والمعرفة أو حقيقة وجود أدوات الكشف الكينوني هذه وقد أخذت الحدس الخلاق ضمن نطاقها الواسع كموضوعة للتحقق في الخارج الذي لا يظهرنا وان أظهرناه , وفي الوجود الذي تريده الكينونة ويتحقق في الدهشة كسؤال الفلسفة أو ماهية الأنا المحتجب في كثافة الحضور والذي يمنحه الفن شعورا بالأصيل أو الانتساب لما هو أعمق من الحس وأكثر منه, في هذا الذي هو أنا يأتي الوجود كاشفاً غير الذي كان أو هو حاضر , يأتي في المستقبل وقد صار الآن كلما كان الآن محاولات الكينونة في إختراق وعيها ومادته وفي الانتهاء لإبداع موضوعاتها انطلاقا من أول الذات ,واللاشئ الذي هو حقيقة العمل الفني في ابتدائه وحقيقة الروح في دفعها الداخل من أجل التجلي حتي ولو قلصت أو أجلت مادة الإبداع كلية الإحساس , أو لم تستنفذ حالة الخلق الكينوني حقيقة الذات وزمانها الانطولوجي الذي تحاوله أدوات الإبداع الذي تتخذ في وعينا صورة المألوف ولكن ما أن تقدم العمل الخلاق والمبدع حتي تصبح غيرها , وفي الفن الذي يبحث إمكان مادته وقدرتها علي تقمص الكينونة والإحساس بالكلية ,غالباً ما تحجب أداة الإبداع ومادته حقيقة وأصل الكينونة المبدعة , فلا تظهر أصالة الذات إلا في القليل من الأعمال المبدعة وقد تحررت من اطر المادة التي احتوت الفكرة المبدعة والعمل الخلاق لتظهر الذات إبداعاً وخلقاً وإظهار قبل أن تكون مادة إبداعها ؛ وفي هذا المضمار تأتي قراءة احد أهم الشعراء المبدعين ومن الذين تحتوي أعمالهم الشعرية حقيقة لغة لم تأطرها الموسيقي والصور المتخيلة والصوت , بقدر ما كانت أعمالهم الشعرية انعكاس لكينونة وأصل الذات وتفتح انطولوجي علي اللغة والخارج الذي يعيد الشاعر الفلسطيني (سامي أبو عون ) تكوينه انطلاقا من تجربة الذات في تعميقها زمن الخلق والإظهار لحد أن ينعطي شعرا ميتافزيقيا ,لا يحدث في اللغة أو يولد فيها سوي الإحساس بالكثرة ,وتعدد اللغة لا علي مستوي الاستخدام والتداول ولكن تعدد في ماهية اللغة وقد صارت في نص( أبو عون )الشعري لغة وجود أو هو الوجود ذاته وقد استقل حقيقة الضرورة وأصبح مفهوم الحقيقة, والذات أما وجودها الداخلي صاعدا في اللغة نحو انطولوجيا كلية أو هو يتنزل أسرار الكينونة دونما وساطة ما بين الذات وموضوعاتها ووساطته مع الخارج شعر يأتي كأنا وذات في محاولة المطلق أو تقمص حالاته في الذات الجوانية وهو الذي يبدع معناها في احدي قصائديه . قائلا . يفتشني جواي .. يخلع بقاياي .. أسافرني .. حتي انشطارات المغيب .. حتي المجئ .. يجئ . وفي انشغاله بالشعر كحقيقة وجود قبل أن يكون, قوة متخلية تظهر الحقيقة في معني الوضوح وفي المباشر العميق أو الانبلاج والتفتق وفي معني الفكاك ويقول فيه . أيها الدجى لملم .. بقايا الذهول . اشرح بال الحضور . اعلن انسلاخ اللحظات .. في نشوة الحياة . و في أعماله الشعرية تتخذ الحقيقة صورة الخروج والانبلاج وتكون . هي الحقيقة التي مضغت الاندثار .. الحقيقة انبلاج الطين في مشهد الخارجين . المشهد حقيقة المرآة في غبار الحياة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق